أرشيف الأوسمة: الرسائل

في الأصل والفصل، الرسائل وأدب الرسائل، محمود الضبع

حاجة الإنسان إلى الاتصال والتواصل قديمة، بدأت بلغة الإشارة، ثم الهمهمة، ثم اختراع اللغة وتحويلها إلى أصوات وحروف شفاهية شكلت البنية الأساسية للغة.. غير أن ذلك كان يحقق التواصل المباشر حال حضور الأطراف في مكان واحد، وحينها ظهرت أمام البشرية مشكلة جديدة، فكيف يمكن التواصل في حالة وجود مساحات مكانية بعيدة تفصل بينهم، وبخاصة مع احتياج الإنسان للانتقال والابتعاد عن موطنه بحثا وراء أسباب العيش واستمرار الحياة.

ظلت البشرية قرونا تعيش حالة من العزلة بسبب عدم وجود وسائل تواصل تتجاوز حدود الزمان والمكان، وهنا ظهرت الحاجة لاختراع شكل جديد من التواصل، هو الرسالة الشفاهية التي يتم تحميل شخص بها لتوصيلها إلى شخص آخر، قد تفصل بينهما أيام وليال ومساحات شاسعة.

وبمرور الزمن ظهر الاختراع الذي أحدث تحولا جذريا في مفاهيم الحياة، وهو اختراع الكتابة، حيث بدأ استخدامها أولا في تسجيل الخبرات البشرية لنقلها إلى الأجيال القادمة، مثل ما نجده حاضرا حتى الآن من النقوش على الأحجار (حجر رشيد، ونقش النمارة)، وعلى الجدران والمعابد الفرعونية، وغيرها مما حمل رسالة من الأجيال الأولى التي أنتجته إلى الأجيال التالية المتعاقبة عبر العصور.

كانت هذه هي الأشكال الأولى للرسائل، لكنها كانت نادرة وقليلة، لأن الكتابة ذاتها لم تكن منتشرة بين الجميع كما هو حادث الآن، وإنما كانت مقتصرة على الدين والدولة بمفهومنا المعاصر (الكهنة والمعابد، وبلاط الحكم).. ولعل أقدم رسالة يذكرها التاريخ في ذلك هي رسالة النبي سليمان عليه السلام إلى بلقيس ملكة سبأ، والتي حفظ القرآن الكريم نصها: “إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، أَلاَّ تَعْلُواْ عَليَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِين”.

يمكن إذن تقسيم الرسائل عبر التاريخ لثلاثة أنواع فقط، هي الرسالة الإشارية، والرسالة الكلامية الشفاهية، والرسالة المكتوبة.

لقراءة بقية المقالة، يمكن الدخول على الرابط التالي:

رابط المقالة على موقع الجسرة الثقافي.