يرى البعض أن المرحلة من العشرينات حتى نهاية الأربعينات في مصر، كانت مرحلة عالمية أعادت صياغة ملامح الوطن العربي كله، وكان يمكن لها أن تواصل مسيرتها نحو العالمية لولا الاحتلال الغربي من جهة، وسياسات الحكام غير الواعية من جهة ثانية.
وينحاز آخرون للمرحلة التي تبدأ مع الخمسينات وحركات التحول من الملكية للجمهورية وطرد الاحتلال ثم طرد الجاليات الأجنبية والعربية، مما أعاد صياغة القومية على النحو المطلوب…
استمر في القراءة غرق الحضارات، أمين معلوف والفردوس العربي المصري، محمود الضبعفردوس يحترق، وشعوب تائهة، وسنة الانقلاب الكبير، وعالم يتفكك… هذه هي الموضوعات الأربع الكبرى التي يناقشها أمين معلوف في هذا الكتاب الأخير والأحدث، ويرصد تحول البشرية ذاتها، ودخولها في مغامرة هي الأخطر في تاريخها، والمفارقة في امتلاكها كل المعرفة والعلم ووسائل التقدم، لكنها تمضي مسرعة في الاتجاه المعاكس، وتنذر بفناء الحضارة الإنسانية ككل.
على الرغم من صدور الكتاب بالفرنسية وفي إطار ثقافة الغرب، إلا أنه يعني الشرق بامتياز، لأنه يناقش صدى القضايا الكبرى وتأثيراتها الثقافية على المجتمعات العربية والهندية والصينية، مثل: المستشرقون الغربيون ومثقفوا العالم الثالث (المستغربون الشرقيون)، والعولمة والتغريب، وعلمنة الثقافة، والمثقفون والعولمة، وغيرها مما تعاني منه الثقافة العربية الآن، رغم أن بعضه بأيديهم.
دراسات ثقافية 